الشيطان يخترق ويتحكم
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ۖ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ۖ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
" وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" - النساء - آية ٩٧ و ٩٨
...
أحكام الله واضحة تمام الوضوح، فأين لكم بقول أن هذا وذاك في الجنة إن تقاتلوا! فأين العقل في ذلك يا قوم لا تفقهون قولاً ولا تملكون عقل عاقل مؤمن تحكمون به حتى على أبسط الأمور الواضحة.!!
من بداية الزمان كان بعض الناس وغالباً "الحكام" يأخذون ٠النصوص الواضحة و الصريحة و يأولونها على أهوائهم و مصالحهم التابعة للشيطان بشكل صريح و نهائي و بكل بُغض و صراحة؛ و يدعمون ذلك و أنفسهم بالترهيب و السيف و التخوين، كفراً بالله وبكلام الله و رسله و بالعقل و المنطق و الخير و الإنسانية، فمن يكفر بالله و بكلام الله و رسالاته فماذا تنتظر منه؟!
فرعون: طغى فرعون و استكبر بعدما عرف وفُتِحَ عليه فأرسل الله له سيدنا موسى "عليه السلام" فكفر وازداد ضغيانًا فأهلكه الله و قومه. (بسبب كفره بالله و رسله)
و هكذا حتى وصل الأمر لسيدنا المسيح عيسى بن مريم "عليهما السلام" و من بعدهم سيدنا رسول الله وآل بيته "عليهم جميعاً الصلاة والسلام".. سُلِطَ عليهم أقوام و أشخاص لا يفقهون شيئآ سوى الكفر و اتباع الشيطان من دون الله، و آخرها مع ابن بنت سيدنا رسول الله "عليهم الصلاة و السلام" سيد شباب أهل الجنة سيدنا الحسين "عليه السلام" عندما أمر يزيد الملعون بقتله و من بقي من آل بيت سيدنا رسول الله" صلَّ الله عليهم و سلم".. من أجل هواه و الحكم و الأمور الدنيوية و اتباعاً للشيطان و هواه...
الشيطان يوهم الناس و يغريهم بالشهوات الدنيوية الزائلة ليتبعوه، و الناس بكل عمى يذهبون وراء تلك الشهوات و الوعود الوهمية الكاذبة، و الكثير الكثير من الناس تجدهم لا يتفقون إلا في الضلال.! (إلا من رحم ربي)
المرحلة التالية:
انتقلنا من مرحلة الاتباع للشيطان في نقطة تجريم التبرك و التوسل إلى مرحلة الأذى لله ورسوله (صلّ الله عليه و آله و سلّم) بشكل مباشر
فوجدنا بطبيعة الأمر دخول اتباع الشيطان و التابعين لهم و تابعين التابعين إلى المراحل التالية و المتقدمة في الأذى و الكفر بالنعمة و الرسالة أي "الكفر بأمر الله" في الحب و الاتباع الكامل و التسليم (و لو نظرنا لحقيقة الأمر و معناه فإنه بطبيعة الأمر يسمى كفر بالله) و تناسى الناس كل الآياتِ البينات، و منها أيضاً:
"إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا"
(الأحزاب - آية ٥٧)
هنا لم يحدد الله نوع أو نوعية الأذية و الذنب و درجته بالتحديد.. أي أن أي نوع و درجة من الأذية و الذنب في هذا الشأن "سيان" لا فرق بينهم؛ و بهذا الشكل نستطيع أن نعرف درجات و منزلة و مكانة و مكان الناس من قديم الزمان إلى الآن و ما بعد الآن.. سواء كانوا معاصرين أو غير ذلك، و لأن الله أيضاً لم يحدد نوعية معينة من "الذين يؤذون" يعني لم يستثني فئة معينه أو أشخاص معينين و لم يحدد الأمر أيضاً على فئة معينه بعينها أو أشخاص معينين أو محددين.
فوجدنا بطبيعة الأمر في عدم الاتباع تحايل كامل من فئات كثيرة على الله و آياته و أوامره و الشرع و الدين و الدنيا و النظام الكوني السليم و الطبيعة "التي خلقها الله" في إعلاء شأن بعض الناس و الحكام خوفاً من السيف و الأمور الدنيوية الزائلة الفانية، و بذلك أصبح الأمر هو شراء و تمسك بالحياة الدنيا على حساب الآخرة مع تناسي كامل للأمر.
و لم يكتفوا بتكفير عم سيدنا النبي وأبيه وأمه.. بل كفروا أيضاً من بعده آله و حملة علمه و نوره (علم الله و نوره فيهم الذي أعطاه للرسول صلّ الله عليه و آله و سلًم) و من ثم بطبيعة الأمر هذا حاربوهم و قاتلوهم و قتلوهم..!
(قاتلهم الله و قتلهم أعداء الله و رسوله الملعونين بكفرهم و عملهم إلى يوم الدين)
عن أي عقل تتكلمون و انتم بدلتموه بأشياء أخرى لا تساوي شيء حتى فسدت أنفسكم؟!
و في آخر هذه المقالة أتمنى أن يرجع من ضل الطريق إلى الطريق و صراط الله المستقيم.
تعليقات
إرسال تعليق